هذه الأمة كالجبلِ الرَّاسخِ تتكسَّرُ عليه أمواجُ فتنِ الأعداء، وترتدُّ حاسرةً كسيرة. وأهمُّ ما ثبَّتَ الأمَّةَ الإسلاميَّةَ على كثرة ما نُسِج لها من مؤامرات أمورٌ ثلاثة: الدِّينُ، واللغةُ العربيَّةُ، والتَّاريخ. فالدِّينُ يَجمعُ الأمَّةَ الإسلاميةَ على كتابٍ واحدٍ ونبيٍّ واحدٍ وقِبلةٍ واحدة. واللغةُ العربيةُ بها يُفهمُ هذا الدِّينُ وتُدرَكُ مقاصدُه، وبها نزل القرآنُ الكريمُ الذي يقرؤُه المسلمون في كلِّ بقعةٍ من بقاعِ الأرض. والتَّاريخُ هو المَنْجمُ الذي تستمدُّ منه الأمَّةُ مُحفِّزاتِ نهضتِها كلَّما كاد اليأسُ يتطرَّقُ إلى نفوسِ أبنائِها. وهذا الكتاب هو استخراجٌ لبعضِ كنوزِ تاريخِنا الذي ما زال منجماً بكراً لا تنفَدُ كنوزُه.