إن من الوصايا التربوية المتوارثة حث الآباء على أن يربوا أبناءهم غير تربيتهم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانهم، هذه الحكمة التربوية العظيمة لم تكن الحاجة إليها في أي يوم أكثر من هذه الأيام، حيث إن التطور التقني السريع سرّع من التغيرات الاجتماعية في كل نواحي الحياة، وصارت الفوارق بين جيل وجيل كبيرة للغاية، وهذا أوجد ارتباكاً شديداً لدى كثير من الأسر المسلمة خاصة والمحاضن التربوية عامة، بل إننا نعاني من صراع خفي بين أصول وتقاليد تربوية راسخة وبين رغبات وتطلعات الأجيال الجديدة، كما أن التغيرات في (سوق العمل) هي الأخرى تتطلب الكثير من التجديد بغية تأهيل أبناء الغد للعمل فيها.